السبت، 20 فبراير 2010

صباح فيروز


أستيقظ على صوت فيروز القادم من غرفة أميرة ، لا يوجد أطيب إلى نفسي من الاستيقاظ على صوتها

علموني هني علموني
على حبك فتحولي عيوني

أًَفتحُ عيني ، فيروز في تلك الأغنية ليست حزينة ، ليست مجروحة ، ولكنها تشعر بالشجن ، تغني وكأنها تجلس في بيتها أمام أحد المراعي الخضراء في إحدى ساعات العصرية الصافية ، هادئة وواثقة ، وتتذكره

و التقينا و انحكى علينا
علموني حبك و لاموني

أنتبه لصوتها في سريري وأبدأ في الدندنة معها ، تبدأ الحكاية من أولها وتختصر في سردها الكثير ، التقينا ، عرفته منذ لحظة لقاءه الأولى وكانت معه تمر بالدروب ، أحبته ، علمتها الأشياء حبه ، كل الأشياء تبدأ عنده ، وعنده أيضاً تنتهي

عايام الورد قلبي دايب
كيف كنا و كان العمر طايب

أشعر بشجن رهيب عندما تقولها ، كيف كنا وكان العمر طايب ، كل شيء كان جميلاً وطيباً ، كانت أيام من الجنة، فيروز لا تلوم أحد ، لا تلومه هو نفسه ، لا تشعر بالضعف ولا بالحزن ، ولكنها فقط تحن لتلك الأيام

شو جرى غير الحبايب
مرقوا عا بابي و ما حاكوني

أقوم من على سريري ، أشعر بافتقاد ، أشعر حتى بأنني أرغب في أن أحتضنها ، صوتها يعلو في تلك اللحظة ، يتسم بالغضب ، بالحزن ، بالتساءل غير المفهوم ، كأقسى أنواع الأسئلة ، يعلو صوتها ربما يأتي مجيب ، ربما "يمرق على بابها من جديد" ، ولكنه لا يأتي ، تنهي كلمة "حاكوني" حزينة وهادئة وتعود لشجنها دون أن تلوم أحد

يا عصفور الشوك أهلك داروا
بهالسما و ما بعرف وين صاروا

أفكر في مشروع الحب الذي كان قد بدأ في التكون منذ شهور ، ثم غاب الحبيب فجأة قبل أن يصبح حبيباً ، كنت قوية كما اعتدت نفسي دائماً ، لم أبك على أشياء لم تحدث ، لم أحزن كثيراً ، كان هناك غصة في قلبي ، ولكنه ذهب ، لم يكن في استطاعتي شيئاً ، لم أعرف حتى "وين صار" ، كان يتحرك أمامي ولكنه بعيداً عني للغاية ، ولكبريائي لم أسأل وادعيت عدم الاهتمام

دلوني عا درب الحب و طاروا
و على درب الصبر ما دلوني

أدخل إلى غرفة أميرة ، تجعل الصوت أعلى ما يمكن ، وتجلس بجانبه تقرأ أو تكتب ، لا أعلم كيف تفعل هذا ، ولكن في هذا الصباح وجدتها تغني مع فيروز

ليست المشكلة فيما فات ، أحياناً كثيرة لا أشعر بهذا الحنين لوجود الحبيب ، الحبيب الذي سيأتي على حصانه ويأخذني إلى مدينته .. ككل قصص الحب الرومانسية السخيفة التي لا أحبها ولكني أتمنى أن تتحقق ، لا أشعر دائماً بحاجتي لذلك ، ولكني في هذا الصباح تمنيت وجوده فقط لأضع رأسي فوق كتفه وأستريح

على حبك فتحولي عيوني

أبتسم لأميرة وأقول لها : صباح الفل

هناك تعليقان (2):

  1. انا حبيت البوست دا جداااااااااا

    فيروز بقى

    من كام يوم كدا برضو كنت حاسة انى محتاجة أحضن فيروز او
    او انها تحضنى
    بس كنت بسمع ساعتها ...ياطير

    ردحذف
  2. جميلة كلماتك جميل احساسك اخذتيني كلية معك لعالمك حين مزجت اغنيتي المفضلة مع مشاعرك الخاصة سعيدة بما قرات واسعد بما احسست

    ردحذف